الرئيسة \  واحة اللقاء  \  عملية شد حبال بين الغرب وروسيا حول المساعدات لسوريا 

عملية شد حبال بين الغرب وروسيا حول المساعدات لسوريا 

29.06.2021
العرب اللندنية


العرب اللندنية 
الاثنين 28/6/2021 
دمشق- تحتضن العاصمة الإيطالية روما الاثنين اجتماعا دوليا موسعا بشأن سوريا يضم وزراء خارجية مجموعة السبع الكبار إلى جانب مشاركة المجموعة المصغرة الخاصة بسوريا فضلا عن تركيا والأردن والجامعة العربية والمبعوث الأممي غير بيدرسون. 
ويكتسي هذا الاجتماع الموسع والذي يجري على هامش مؤتمر للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش أهمية كبرى لطبيعة الحضور وأيضا لتوقيته الذي يأتي قبل أيام فقط من مواجهة مرتقبة بين القوى الغربية وروسيا في مجلس الأمن بشأن تجديد الآلية الأممية لمرور المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سوريا، والتي تنتهي في العاشر من الشهر المقبل. 
ويرى محللون أن الاجتماع المرتقب والذي يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكشف عن الخطوط العريضة للسياسة الأميركية بشأن سوريا، وسط توقعات ببحث المشاركين الخطط البديلة في حال أقدمت روسيا فعليا على استخدام حق النقض لمنع تجديد وصول المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري، وهو أمر حيوي بالنسبة إلى إدارة جو بايدن. 
وترفض روسيا تجديد الآلية التي تسمح بوصول المساعدات عبر معبر وحيد وهو معبر باب الهوى مع تركيا، وترى أن استمرار هذه الآلية لم يعد مقبولا وأنه حان الوقت لأن تتولى الحكومة السورية عملية الإشراف والتوزيع لتلك المساعدات. 
ويخشى الملايين من السوريين أن يؤدي الرفض الروسي إلى تعقيد أوضاعهم المعيشية الصعبة بطبعها، حيث أن معظمهم بات رهين ما يصل من مساعدات من الخارج، لاسيما اللاجئين الذي يقطنون على الشريط الحدودي مع تركيا. 
وتحاول روسيا توظيف هذه الورقة لإخضاع المجتمع الدولي الذي سيجد نفسه في موقف صعب، لكن مراقبين يرون أن هذا التوظيف الروسي قد يكلف موسكو والنظام السوري الكثير لجهة أن الإدارة الأميركية قادرة على زيادة ضغطها على دمشق من خلال قانون قيصر الذي تجنبت حتى الآن استغلاله. 
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد استبق الاجتماع الموسع في روما باتهام القوى الغربية بمحاولة تمرير المساعدات الإنسانية إلى “العناصر الإرهابية”، مشددا على ضرورة إدخال هذه المساعدات عبر دمشق فقط. ولطالم اتهم النظام السوري الغرب باستغلال المعابر لتمرير المساعدات لدعم الفصائل المسلحة التي يصنفها جميعها على أنها تنظيمات إرهابية. 
وقال المقداد في حوار تلفزيوني نشرت مقتطفات منه السبت إن “الهدف الأساسي للغرب هو تمرير المساعدات إلى العناصر الإرهابية مثل جبهة النصرة وداعش والخوذ البيضاء”. وأضاف المقداد “إذا كانت الولايات المتحدة صادقة في ما يخص المساعدات، فإن سوريا مستعدة لإدخالها عبر دمشق، وليس عبر الحدود السورية – التركية أو أي حدود أخرى”. 
واعتبر وزير الخارجية السوري أن الولايات المتحدة “لا تهتم بحياة الشعب السوري”، والدليل على ذلك عدم رفعها الإجراءات القسرية والعقوبات التي تريد منها واشنطن منع دخول “لقمة خبز” لو تمكنت من ذلك. 
وأعرب المقداد عن “ثقة دمشق العالية بروسيا”، مضيفا أنه يعتقد أن “الرئيس فلاديمير بوتين أخبر نظيره الأميركي جو بايدن (خلال لقاء القمة بينهما) بما يجب على الولايات المتحدة القيام به لإنهاء وجودها في سوريا ووقف التدخل بشؤوننا الداخلية ووقف دعم التنظيمات الإرهابية”. 
ويرى مراقبون أن هناك قلقا لدى دمشق من إمكانية رضوخ موسكو لضغوط المجتمع الدولي الذي يمارس حاليا سياسة العصا والجزرة مع الأخيرة لدفعها إلى تقديم تنازلات. 
وكانت الإدارة الأميركية أعلنت عقب لقاء قمة جمع بادين وبوتين في جنيف أنها على استعداد لبحث سبل تسوية النزاع السوري مع موسكو شريطة إبداء الأخيرة مرونة في التعامل مع الملف الإنساني، وفسح المجال أمام مرور المساعدات. 
في المقابل ذكرت تسريبات بأن واشنطن عمدت إلى فرملة أي اندفاعة لتطبيع العلاقات بين دمشق ومحيطها العربي، قبل أن يتحقق اختراق عملي على مستوى موقف دمشق وموسكو من الحل السياسي.